العالم وفي كلام النووي في شرح مسلم والقاضي عياض في شرح مسلم وفي كلام العلامة ابن ملك الحنفي دليل على أن هذه الأمور ليست خاصية النبي صلى الله عليه وسلم كما زعمه بعض الخوارج ومنها ما رواه البخاري عن ابن سيرين قال قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس فقال لأن تكون شعرة عندي منه أحب إلي من الدنيا وما فيها ومنها ما في البخاري أن أنس ابن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن تدفن شعرات للنبي صلى الله عليه وسلم معه انتهى وما ذاك إلا ليتوجه إلى الله تعالى بها في قبره وفي الشفاء في فضل كراماته وبركاته صلى الله عليه وسلم قال وكانت شعرة في قلنسوة خالد ابن الوليد فلم يشهد بها قتالا إلا رزق النصر أيرزق النصر خالد بذات شعره ولا يتوسل إلى الله بأصل ذاته صلى الله عليه وسلم وما أحسن ما قال البوصيري ومن تكن برسول الله نصرته * إن تلقه الأسد في آجامها تجم ومنها ما في الصحيحين عن ابن عباس أنه مر على قبرين فقال إنهما يعذبان فدعى بعسيب فشقه وجعل على كل قبر نصفا وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا انتهى فقد شرع صلى الله عليه وسلم لأمته أن يجعلوا جريدة رطبة في الذي يخاف عليه العذاب لأن للجريد خاصية أن الله يخفف عن صاحب القبر الذي هو فيه العذاب ولا شك أن الجريد ذات وليس هذا خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى يقال إن ارتفاع العذاب بسبه صلى الله عليه وسلم بل أجمع العلماء على العمل به في كل عصر أيجوز التسبب بجريد النخل وهو ذات ولا يجوز التوسل والتسبب بذات سيد الوجود فأي عقل لمن يمنع ذلك ويدخل نفسه الغيبة في مضايق هذه المسالك وأدل دليل على أن الذات يتوسل ويتسبب بها أن هندا زوجة أبي سفيان أخذت قطعة من كبد حمزة رضي الله عنهما فاسترطتها فما لبثت في بطنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حمزة أكرم على الله من أن يدخل جزء من بدنه النار وفي رواية لو لبثت لم تدخل النار أعظم من ذلك شرب مالك بن سنان دمه وقوله لن تصيبك النار ومثله شرب عبد الله بن الزبير دم حجامته فقال له صلى الله عليه وسلم ويل لك من الناس وويل لهم منك ولم ينكر فعله وقد
(٢٩)