روى نحو من هذا عنه في المرأة التي شربت بوله فقال لها لن تشتكي وجع البطن أبدا وحديث هذه المرأة التي شربت بوله صحيح ألزم الدارقطني البخاري ومسلما إخراجه في الصحيح واسم هذه المرأة بركة ذكر ذلك جملة من العلماء منهم القاضي عياض في الشفاء والقسطلاني في المواهب اللدنية فيا أمة الدين أيكون الدم والبول والخارج من ذاته سببا لدفع النار عن شاربها وكذلك الوجع ويمتنع عن ذاته أن يتسبب ويتوسل بها إلى الله تعالى وهي من نور الله تعالى كما في حديث جابر وغيره فمن منع التوسل بذات سيد المرسلين أهو من الأعداء له أم يعد من المسلمين فما هذه الشناعة يا أصحاب الصقاعة والرقاعة في ذات صاحب الشفاعة ومن هو الرحمة بذاته للكفار فضلا عن الإسلام فضلا عن أهل السنة والجماعة فتأمل رحمك الله في هذه الجملة ودع الجاهل وجهله فيتحقق لك أن آية ابتغاء الوسيلة عام في الأعمال والأقوال والذوات بدليل هذه الأحاديث الصحيحة ومن الآيات الدالة على الطلب من المخلوق ولو ما لا يقدر عليه إلا الله إذا كان في مقام الكرامة للأولياء قوله تعالى عن نبي الله سليمان يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين فطلب من الملأ وهم الجن والإنس وفيهم مردة الشياطين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال سليمان أريد أسرع من ذلك قال الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف ابن برخيا من الإنس وكان كاتب سليمان أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فأتى به في هذه المدة القصيرة وكان العرش في اليمن وسليمان في الشام ومسيرة ما بينهما ثلاثة أشهر فأتى به من تحت الأرض وهو سرير مكلل بالجواهر والذهب فلم ينكسر منه شئ ولم يتخلخل فقد أجمع أهل العلم إن هذا من نوع الكرامة وهو الأمر الخارق للعادة يجريه الله على يد وليه وعبده الصالح والله تعالى ذكر في كتابه ذلك في مقام الافتخار لذلك الرجل الصالح ولم يعتب الله على سليمان ولم يقل له لم دعوت غيري وأنا أقرب إليك من حبل الوريد وعبيدي غير قادرين على هذا الأمر الذي لا يقدر عليه غيري وذلك لأن نبي الله سليمان ورسوله صلوات الله عليه يعلم أن ذلك من التماس الأسباب وهو من المشروع الذي أمر الله تعالى به
(٣٠)