ووجد عمر قد توفي تلك الساعة قال السيوطي فهذه آثار مسندة خرجها أئمة الحديث بأسانيدهم في كتبهم أوردتها تقوية لما حكاه اليافعي وتصديقا له انتهى وقد كان ذكر في هذا الباب أشياء كثيرة من هذا النمط من أراد الاطلاع فليرجع إليه ثم قال قال اليافعي رؤية الموتى في خير وشر نوع من الكشف يظهره الله بشرا أو موعظة أو لمصلحة للميت من إيصال خبر إليه وقضاء دين أو غير ذلك ثم هذه الرؤية قد تكون في النوم وهو الغالب وقد تكون في اليقظة وذلك من كرامات الأولياء أصحاب الأحوال وقال في موضع آخر مذهب أهل السنة أن أرواح الموتى ترد في بعض الأوقات من علين أو سجين إلى أجسادهم في قبورهم عند إرادة الله تعالى وخصوصا ليلة الجمعة ويجلسون ويتحدثون وينعم أهل النعيم ويعذب أهل العذاب قال ويختص الأرواح دون الأجساد بالنعيم والعذاب ما دامت في علين أو سجين وفي القبر يشترك الروح والجسد انتهى وقال ابن القيم في كتاب الروح ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرناه من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف والكبر والصغر فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن دونها وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب الأرواح وكيفياتها وقواها وبطائها وإسراعها والمعاونة لها فللروح المطلقة من أسر البدن وعلايقه وعوايقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله تعالى والتعلق بالله تعالى ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علايق البدن وعوايقه فإذا كانت هكذا وهي المحبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر وقد تواترت الرؤيا من أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا يقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك وكم قد رؤى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في النوم قد هزمة أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عددهم وضعف المؤمنين وقلتهم انتهى ويوافق هذه النقول من فسر قوله تعالى والمدبرات
(٢١)