المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٦
والحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن ميسرة قال غزا أبو أيوب القسطنطينية فمر بقاص وهو يقول إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض على معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة وإذا عمل العمل في آخر النهار عرض على معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة فقال أبو أيوب انظر ما تقول قال والله إنه لكما أقول فقال أبو أيوب اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني عند عبادة ابن الصامت وسعد بن عبادة بما عملت بعدهم فقال القاص والله لا يكتب ولايته لعبد إلا ستر عوراته وأثنى عليه بأحسن عمله وأخرج الحكيم الترمذي في نوادره من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله وتعرض على الأنبياء وعلى الأولياء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم وأما عرض الأعمال على الأجانب فأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا عن أبي أيوب قال تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسنا استبشروا وإن رأوا سوءا قالوا اللهم راجع بهم وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم وهذان الحديثان عامان في مطلق الموتى وعن أبي الدرداء قال إن أعمالكم تعرض على موتاكم ينسرون ويساؤون ويدل على ما قلنا من العموم ما ذكره ابن القيم في كتابه الروح عن ابن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن الحسين حدثني خالد بن عمرو الأموي حدثنا صدقة بن سليمان الجعفري قال كانت لي شرة سمجة فمات أبي فأبت وندمت على ما فرطت قال ثم زللت أيما زلة فرأيت أبي في المنام فقال أي بني ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصالحين فلما كانت هذه المرة استحييت لذلك حياء شديدا فلا تخزني فيمن حولي من الأموات قال فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السحر وكان لي جار بالكوفة أسألك إنابة لا رجعة فيها ولا حور يا مصلح الصالحين ويا هادي المضلين ويا أرحم الرحمين ففي هذا الأثر دلالة أن الموتى الأجانب يطلعون على أعمال غير الأقارب
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»