المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٥
على التراب شنا وأقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها أنس بكم وانظر ماذا أراجع به رسل ربي وفي هذا الباب آثار كثيرة هذه عمدتها فلا يحتاج إلى الإطالة ويدل على هذا الباب باب عرض أعمال الأحياء على الموتى فإنهم لو لم تكن لهم الرؤية لما صح عرض الأعمال عليهم لأن الظاهر أن المراد بعرضها عرض صحايفها التي تكتبها الحفظة من الملائكة وذلك يستدعي نظرا فلأجل هذه المناسبة أحببنا إرداف باب الرؤية بباب عرض الأعمال على الموتى (اعلم) أن هذا الباب أكثر الناس لا يعلمه لعدم اطلاعهم على السنة النبوية والأحاديث المروية في هذه القضية وكان بعض من يدعي العلم في زعمه وهو أجهل من هبنقه يقول كيف يعلم الأنبياء والأولياء بمن يستشفع بهم ويناديهم فقلت له هم مكشوف لهم في الدنيا وهم على ما هم عليه بعد موتهم أو يكون ذلك على وجه الكرامة بخرق العادة وهي ثابتة لهم أو بعرض الأعمال الواردة في الأحاديث فأنكر ذلك فأتيته بكتب الحديث المصنفة في أحوال أهل القبور فلما رآها وكان لا يعرفها قال هذا في الأقارب فقط فقلت في الأحاديث والآثار ما يدل على الأقارب والأجانب فعاند حتى مات فها نذكر لك الوارد وليس علينا غير تصحيح نقلنا فمن كان لا يصغي له فهو جاحد فأما عرض الأعمال من الأمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى البزاز بسند رجاله رجال الصحيح عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وسلم قال حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرت لكم روي مرفوعا وله طريق آخر مرسلا عن بكر بن عبد الله المزني عن بن عباس وغيره وأما عرض الأعمال على الأقارب فأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن منده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشايركم من الأموات فإن رأوا خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا وأخرج الطيالسي في مسنده عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعمالكم تعرض على عشايركم وأقاربكم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»