المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٢
وإذا أراد زيارة القبور يخلع نعليه ثم يقف مستقبلا لوجه الميت مستدبرا للقبلة ويقول السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم لنا سلف ونحن بالأثر كذا في الغرايب ولا بأس أن يقرأ على المقابر سورة الملك سواء أخفى أو جهر وأما غيرها فإنه يقرأ في المقابر ولم يفرق بين الجهر والحفية كذا في الذخيرة في فضل قراءة القرآن عند القبور أن نومي أن يؤنسه صوت القرآن فإنه يقرأ وإن لم يقصد ذلك فإن الله يسمعه قراءة القرآن حيث كانت كذا في فتاوى قاضي خان انتهى وفي البزازية قطع الحشيش الرطب من المقابر يكره لأنه يسبح ويندفع به العذاب عن الميت ويستأنس به الميت انتهى وكذا في إمداد الفتاح للشرنبلالي وساير كتب الحنفية فإذا ثبت أن الميت يسمع تسبيح نحو الحشيش الذي لا يدرك للأحياء بنص الأئمة الذين هم عمدة أهل الفتوى كيف ينفى السماع عن صوت المنادى له بل مراد ذلك البعض منهم كما قال الشيخ علي القاري أنها مبنية على المتعارف فذهب الإشكال ولم يلزم التناقض في باب الإيمان في أقوالهم وحصل الإيمان بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخبار الصحيحة الثابتة وحصل الإجماع ولله الحمد على أنه لو فرضنا أن القائل بعدم السماع هو الإمام نفسه فهو قد ثبت عنه أنه قال كما قال غيره من الأئمة إذا صح الحديث فهو مذهبي بل المشهور من مذهبه الأخذ بالمرسل والضعيف اعتناء بشدة المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يمكن المخالفة للأحاديث الصحيحة المستفيضة فهذا البغض من المشايخ يتبين عذره فلا يجوز لأحد أن يترك الحديث الصحيح الوارد عنه صلى الله عليه وسلم ويأخذ بقول غيره ولقد أحسن الحافظ الذهبي حيث يقول العلم قال الله قال رسوله * إن صح والإجماع فاجهد فيه وحذار من نصب الخلاف جهالة * بين الرسول وبين رأي فقيه وقد أطبق الأئمة الحنفية على سنية زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة صاحبيه رضي الله عنهما والسلام عليهم وطلب الشفاعة منهم فلو كانوا قائلين بعدم سماع مثل النبي والصاحبين لكان كلامهم متناقضا بل بقولهم بسنية زيارة القبور مطلقا يحصل التناقض لكن كما قال الشيخ علي القاري إن كلامهم
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»