المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١١
صل الله عليه وسلم ثم قال ابن الهمام ويشكل عليهم يعني مشايخه خبر مسلم أن الميت ليسمع قرع نعال المشيعين إذا انصرفوا اللهم إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر للسؤال جمعا بينه وبين الآيتين فإنهما يفيدان تحقق عدم سماعهم فإنه تعالى شبه الكفار بالموتى لإفادة بعدم سماعهم وهو نوع عدم سماع الموتى انتهى قال الشيخ علي القاري وهو كما ترى فيه نوع نقض ووجهه أنه إذا حصل السماع لأهل القبور في بعض الأحوال ثبت في كلها إذ لا نص ينفي ذلك في بقية الأحوال ثم بثبوت البعض ينتقض عموم الآيتين فتتناقض مع الأخبار الصحيحة على أن الحنفية قد أطبقوا على سنية السلام على أهل القبور في كل وقت قال العلامة ابن ملك في شرح المصابيح في شرح حديث السلام على أهل القبور ما نصه ومما يرد على هذا البعض القائلين بعدم سماع الموتى ما ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود في سننه والحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في كتاب عذاب القبر والطيالسي وعبد ابن حميد في مسنديهما وهناد ابن السرى في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من طرق صحيحة عن البراء بن عازب رضي الله عنه في فتنة القبر والسؤال وفي آخر الحديث في المؤمن يناد مناد من السماء صدق عبدي فافرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي وما لي وفي الكافر عكس هذا فهذا يدل على أن الميت يسمع ويبصر ويشم ويتكلم ويعقل ويفهم ويخاطب ويراجع الخطاب وكل هذه أمور واقعة بعد السؤال وهي مما أجمع عليها العلماء وهذا حديث متواتر كما ذكره الإمام السيوطي وهذا يدل على أن السلام عليهم كهو على الإحياء وأنهم يسمعون انتهى وقال في الفتاوى الهندية ولا بأس بزيارة القبور وهو قول أبي حنيفة وظاهر قول محمد يقتضي الجواز للنساء أيضا وفي التهذيب يستحب زيارة القبور وكيفية الزيارة كزيارة ذلك الميت في حياته من القرب والبعد كذا في خزانة المفتين
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»