المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٤
مع عدم خشية الاملاق انتهى فهذا نص من شيخ هؤلاء الذين يزعمون أنهم متبعون له وهم أجهل الخلق بنصوصه ومقاصده أن سائر الأموات حياتهم كحياة الشهداء ورزقهم رزق الشهداء فكيف الذي يكون عيالا على أقواله يزعم شيئا يخالف أقواله فيجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يرى ولا يعلم ولا يعرف من زاره وناداه لكن هؤلاء غير متبعين لأحد بل هم متبعون هواهم وفقهم الله وهداهم أما نصوص رؤية الموتى للأحياء ففي البخاري ما من ميت إلا يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار والعرض يقتضي الرؤية لمقامه قال الله تعالى في حق آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب فلو لم ير الميت لم يحصل فايدة من العرض وأخرج أبو نعيم عن عمرو بن دينار ما من ميت يموت إلا روحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وكيف يمشي به ويقال له وهو على سريره اسمع ثناء الناس عليك وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمرو بن دينار قال ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وأنهم ليغسلونه ويكفنونه وأنه لينظر إليهم وفي الحديث الصحيح في البخاري أن منكرا ونكيرا يقولان للميت بعد المسايلة انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به من الجنة فيراهما جميعا وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم رد عليه انتهى ففهم من هذا الحديث أن الميت يرى من يزوره ويقرب من قبره لأنه لو لم ير لما عرف من كان يعرف وما عرف من لا يعرفه في الدنيا ففي الأول يرد عليه ويعرفه وفي الثاني يرد عليه السلام ولم يعرفه لأنه في الدنيا ما كان يعرفه وأخرج أحمد والحاكم عن عائشة قالت كنت أدخل البيت فأضع ثوبي وأقول إنما هو أبي وزوجي فلما دفن عمر ما دخلته إلا أنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر وفي الأربعين الطائية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال آنس ما يكون الميت في قبره إذا زاره من كان يحبه في دار الدنيا فهذا يدل على رؤيته لمن يزوره وإلا فكيف يستأنس الميت بمن لم يره وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص أنه قال في مرض موته إذا دفنتموني فشنوا
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»