المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٨
به ورد عليه حتى يقوم حدثنا محمد بن قدامة الجوهري حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدثنا زيد ابن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه عليه السلام ذكر ذلك ابن القيم في كتاب الروح ثم بعده ذكر آثارا كثيرة قال وهذا باب فيه آثار كثيرة عن الصحابة ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زايرا ولولا أنهم لا يشعرون به لما صح تسميته زايرا فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم وكذلك السلام عليم فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال فهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد وإن لم يسمع المسلم الرد وإذا صلى الرجل قريبا منهم شاهدوه وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك قال يزيد بن هارون أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن ابن ساسب خرج في جنازة في يوم وعليه ثياب خفاف فانتهى إلى قبر قال فصليت ركعتين ثم اتكأت فوالله إن قلبي ليقظان إذ سمعت صوتا من القبر إليك عني لا تؤذيني فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون ونحن قوم نعلم ولا نعمل ولأن يكون لي مثل ركعتين أحب إلي من كذا وكذا فهذا قد علم باتكاء الرجل على القبر وبصلاته ثم ذكر على هذه المسألة آثارا وأخبارا كثيرة ثم اعلم أن عايشة أم المؤمنين أنكرت سماع أهل القليب الكفار فظن بعض من لا علم عنده أنها أنكرت سماع الموتى مطلقا حتى المؤمنين بل جعله بعض الجهلة ساريا حتى على الشهداء وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وذلك غفلة منهم عن تحرير محل النزاع وتشبث منهم بما ليس لهم فيه انتفاع فإن إنكارها خاص بالكفار فقط ظنا منها أن السماع الثابت بنصه صلى الله عليه وسلم لأهل القليب هو السماع المذكور في الآيتين إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور وليس كذلك كما قاله أساطين العلماء لأن السماع المنفي في الآيتين هو سماع القبول والاذعان للإيمان وقد شبه الله الكفار الأحياء الذين لهم أسماع وأبصار وعقول بالأموات لا من حيث انعدام الادراكات والحواس بل من حيث عدم قبولهم
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»