آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٦٦
لأكون معه قريبا من الله!.. وسافرت من الأردن إلى مكة وهناك قابلت الصديق الصدوق عبد العزيز آل سعود المتلهف لأخباري، وما أن قابلته في مجلسه الواسع وسألني عن " العلوم " أي الأخبار حتى أفهمته بإشارة يفهمها مني تمام الفهم وتعني " أن فض هؤلاء الناس الموجودين في المجلس " ففضهم، ولم يبق سوانا نحن الاثنين عبد الله فيلبي، وعبد العزيز - فطمأنته من أنني صفيت الوضع في الأردن لصالحه وصالح بريطانيا، ثم قرأت عليه رسالة بن غوريون التي جاء فيها قول بن غوريون لعبد العزيز " يا صاحب الجلالة.. يا أخي بالله والوطن " وكانت لكلمة " يا صاحب الجلالة " رنة في أذن عبد العزيز فهي أول كلمة يسمعها عبد العزيز بعد توليه العرش، إذ لم يتعود من عرب نجد سماعها أو دعوته إلا باسمه المجرد (يا عبد العزيز) أو (يا طويل العمر) على أكثر تقدير.. وعندها استوقفني عبد العزيز عن تلاوتي لرسالة بن غوريون متسائلا يقول: " لماذا يدعوني - بن غوريون - صاحب الجلالة وأخوه بالله والوطن؟! " فقلت لعبد العزيز: إن جميع أهل أوربا لا يلقبون ملوكهم إلا بأصحاب الجلالة لأنهم ظل الله في الأرض!..، أما قول بن غوريون عن " أخوتك بالله والوطن "، " فكلنا إخوة له بالله والوطن وأنت أعرف بذلك!! ".. فقال: (ألآن فهمت.. أتمم رسالتك يا حاج " فتلوت الرسالة التي جاء قول بن غوريون: " إن مبلغ العشرين ألف جنيه استرليني ما هو إلا إعانة منا لدعمك فيما تحتاج إليه في تصريف شؤون ملكك الجديد في هذه المملكة الشاسعة المباركة، وإني أحب أن أؤكد لك أنه ليس في هذا المبلغ ذرة من الحرام فكله من تبرعات يهود بريطانيا وأوربا الذين قد دعموك لدى الحكومة البريطانية في السابق ضد ابن الرشيد وكافة خصومك، وجعلوا بريطانيا تضحي بصديقها السابق حسين لأجلك لكونه رفض حتى إعطاء قطعة
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 71 72 ... » »»