مسؤولية هذا العهد والوعد " وقد نقل لهم هذه الرسالة ابنه فيصل ثم أحلق به ابنه الثاني سعود.. وكان النجاح وساطة عبد العزيز آل سعود صداها القوي لدى الإنكليز واليهود، وكانت المنعطف الأكبر في تاريخ فلسطين، وعزز ذلك النجاح الباهر كافة آرائي بعبد العزيز أمام رؤسائي بل وحتى أمام خصومي في " المكتب العربي بالقاهرة " الذين ما زال بعضهم يؤيد الهاشميين ويعتبرهم أصلح لنا من آل سعود.. وأثناء رحلتي تلك إلى فلسطين عرجت إلى تل أبيب وقابلني الزعيم اليهودي ديفيد بن غوريون وكان فرحا لنجاح الوساطة السعودية التي أوقفت الثورة الفلسطينية، إلا أنه أبدى قلقه من سبب ابتعادي عن عبد العزيز آل سعود وقال: إن وجودك " يا حاج عبد الله " مهم بالقرب من عبد العزيز هذه الأيام، فقلت لابن غوريون: " إننا لم نعد نخشى على عبد العزيز آل سعود، فلديه من الحصانة ما يكفي لتطعيمي وتطعيمك!.. كما قد حصناه سابقا بعدد من المستشارين العرب، بالإضافة إلى أن هناك من يقوم الآن بدوري لديه، مع أنني لم أبتعد هذه الأيام عنه لغير صالحه في ترويض خصومه في شرق الأردن ".
هنالك ظهرت على وجه بن غوريون علامة الارتياح، وتشعب الحديث مع بن غوريون في أمور هامة تتعلق في الشؤون العربية ومستقبل اليهود، وأخبرت بن غوريون أن أمير شرق الأردن عبد الله بن الحسين كان في منتهى الشراسة بعد أن أخرجناه من الحجاز، وكان يكن الحقد حينا ويظهره أحيانا لبريطانيا على فعلتها بتسليم عرشه لعبد العزيز آل سعود، ومن أجل ذلك أخذ يتبنى العديد من الرجال المعارضين لعبد العزيز والمعارضين للفرنسيين والانكليز واليهود على حد سواء، وهو ما زال يكره ابن السعود ويجعل من الأردن مكان تجمع لخصوم ابن السعود معدا إياهم للعودة بهم في حرب خاطفة يعيد بها ما فقدوه في الحجاز وحائل ونجد