آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٦٥
الأرض أكثر من سواها. وقال: " إننا بإقامة هاتين المملكتين ستطمئن قلوبنا لوجود سياجين حاميين لدولة إسرائيل المزمع قيامها في الوقت المناسب لولادتها ولادة لا تشويه فيها، وهذا لا يتم بالطبع إلا بإقامة التحصينات حولها باسم العرب الذين نثق بهم ". وعدت أداعب بن غوريون قائلا: " أنت قد عددت لي الكثير من الملوك والقادة اليهود الذين حكموا العالم لكنك لم تتطرق لنسب ملوك بني هاشم وهل هم من اليهود أم لا؟!.. " فقال بن غوريون وهو يبتسم: " حتى وإن كانوا من اليهود فإنني لا أحبذ أن ينتسب إلينا أي مهزوم، أما نسبنا مع ابن السعود فهو ثابت أكثر من سواه ".. وفي نهاية اللقاء طلبت بن غوريون مرافقتي للأردن لمقابلة الأمير عبد الله، ويومها رافقني وأعددت له المقابلة في مسكني - مقر المندوب السامي رغم تردد الأمير عبد الله في المقابلة التي قبلها من باب الستدرار عطفي طالبا أن يكون المكان خاليا من سوانا نحن الثلاثة، وفي اللقاء تبادر عبد الله وبن غوريون كلمات الود والتعاطف والمجاملات، وقطع الأمير عبد الله وعده لبن غوريون في تلك المقابلة " بتأييد القضية اليهودية العادلة ".. وبعد الاجتماع حملني بن غوريون رسالة خطية لعبد العزيز آل سعود لأسلمها له شخصيا حينما ألتقي به في اللقاء المرتقب، وحينما جئت لأودع الأمير عبد الله متجها إلى الحجاز متمنيا من سموه تكليفي بأية خدمة يريد مني تأديتها لسموه في الحجاز، ابتسم عبد الله وهو يودعني ويقول: " إن الخدمة التي أود تأديتها لي هي أن تخلص لي من صميم قلبك بل تمنحني ولو بعض إخلاصك لابن السعود " وسألني عبد الله قائلا: " هل لي بمعرفة شئ من مهمتك في الحجاز الآن؟ " قلت: " إنها يا سمو الأمير " مهمة حج لقضاء حاجة " كما يقول المثل النجدي ".. والحقيقة أنني تعودت قضاء فريضة الحج في مكة مع عبد العزيز كلما سنحت لي الفرصة
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 71 ... » »»