آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٦٣
وعسير، فقال بن غوريون: " نحن ندرك هذا تماما ونقدر جهودك، والذين اختاروك لا شك يدركون ما لديك من مقدرة فائقة على ترويض الأمراء العرب ". قلت لابن غوريون: " قبل أيام أخرجت جيش الإخوان المسلمين السعوديين لتأديب الأمير عبد الله فهددوا كيانه، فاستنجد بي لإنقاذه منهم مبديا الكثير من التودد والطاعة لبريطانيا، وبذلك أوعزنا لعبد العزيز آل سعود بإيقاف جيش الإخوان عند حدهم قبل أن يدخلوا الأردن وينزلوا فيها الدمار.. إلا أن عبد العزيز لاقى صعوبة في صد هذا الجند البدوي الشرس صعب الترويض والمراس فاضطررت إلى إعطاء الأمر للطائرات الحربية البريطانية المرابطة في الأردن لتأديبهم، ولو لم توقع الطائرات بهم بعض الخسائر لما تراجعوا وما سمعوا كلمة شيخهم عبد العزيز آل سعود!.. لكنه رغم ما أصاب عبد الله من هلع كان ما زال شرس الطباع ضد بريطانيا، مما جعلني أوحي إلى قبيلة ابن عدوان في الأردن بالخروج لضرب عبد الله وتطويق قصر الشونة لإرهابه كنوع من أنواع الترويض، وحينها استنجد عبد الله بي مرة أخرى قائلا:
إنني أعرف أن كل هذه الأعمال ما حدثت إلا بعد مجيئك يا حاج فيلبي بغية ثني إرادتي عن مقاومة حبيبكم عبد العزيز آل سعود.. إنني أعدك بإبعاد هذه الفكرة نهائيا، لكنني أرجو إعفائي من مسألة إبعاد الذين لجأوا معي من الحجاز ونجد هربا من وحشية صاحبكم وجنوده التي أنت أعرف الناس بها. وما مجزرة تربة والخرمة والطائف ببعيدة عن ذاكرتك.. فقلت لعبد الله: إنني أعدك ببذل كل مجهود لحمايتك بعد أن اتضح لنا أنك لا تنوي بابن السعود شرا أما اللاجئين فرأيي بهم كما تراه أنت، هو ألا نسلمهم لابن السعود على ألا يقوم أي أحد منهم بنشاط ضده.. فقال عبد الله: اتفقنا يا حاج فيلبي!.. وهكذا تخلى عبد الله عن أفكاره الوطنية والقومية في غزو
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»