آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٥٥
كان هناك مظاهرة بقيادة (4000) من العمال لمقابلة الموكب الملكي قبل وصوله بقليل، وكنت بنفسي موجودا في الشركة في ذلك الوقت، وعلى ذلك فإني شاهد عيان لما حدث عندما وصل الملك.
عندما وصل سعود وحاشيته إلى بوابة الشركة بدأ العمال بالصياح:
" فليسقط الظلم. فليسقط المستعمرون الأمريكان " وذلك في (9 / 6 / 1956 م).
وهنا التفت سعود إلى رئيس الحرس وأعطاه أمرا: على الفور نزل الحراس الخصوصيون بين العمال، وبدأوا بضرب المتظاهرين حتى أماتوا الكثير منهم.
وتعتبر آرامكو بما فيها من الأمريكان الفنيين الشريان الحيوي للعرش السعودي، وبدون هذه الشركة لا يمكنهم أن يستحوذوا على قطرة من الزيت من باطن الأرض، كما أنهم لا يمكنهم أن يديروا هذه الشركة بما فيها من الآلات المعقدة لأنهم لا يعلمون أبناء الشعب، ولا يعتمدون عليهم، لسبب واحد هو أنهم يخشونهم.
وفي الواقع أنه لكي يكون سعر الزيت منخفضا، ومبلغ ال‍ (100) مليون جنيه بعيدة عن أن يشترك فيها أحد، لا بد أن يكون معظم الشعب (المسعدن) جاهلا بما يجري في العالم الآخر من أحداث، ولكن الشعب يفهم واقعه تماما وهو يغلي كالبركان، رغم عدم تعليمه.
وهذا هو السبب الذي من أجله لا توجد مدارس، ولا أنظمة لإنشائها.
وهذا هو السبب الذي من أجله يسمح فقط لعدد قليل من الكتب، والجرائد بدخول البلاد.
ولكن على الرغم من هذا فإن الشعب كما قلت قد عرف مظاهر الحضارة الموجودة في الظهران، أو على الأقل إحدى الوسائل التي يعيش
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»