آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٦٠
المسؤولية للعمل بكل وسيلة تمكنه من دحر خصوم ابن السعود.. وكانت الرسالة تلك بداية لترك عملي كسكرتير لرئيس مكتب المخابرات في الجزيرة والخليج السير برسي زكريا كوكس لأتفرغ إلى مهمة أهم من عبد العزيز آل سعود، وإعادة تنظيم جيشه وتمويله، وإيجاد ميزانية خاصة له وتسليحه بالذخيرة والسلاح، وإحياء الأفكار الوهابية، والقيام بإيجاد عملاء لنا مهمتهم تزويدنا بمعلومات عن خصوم ابن السعود الأقوياء، مع بث أفكارنا بينهم، وبث الإشاعات المرجفة في هذه المدن والقبائل والقرى المعادية، وركزنا على كسب العديد من الوجهاء ورجال الدين في البلاد، كما استطعنا أن نخلق وجهاء جدد في المناطق التي لم يرض وجهاؤها السابقون السير معنا، وسارت الأمور بقيادتي على أحسن مما أراده قادتي في لندن والخليج، الشئ الذي نلت عليه منهم الثناء - كما ذكرت في مكان آخر وبعد سقوط حكم ابن الرشيد في حائل وسقوط عرش الحسين ابن علي في الحجاز أنشأنا إمارة شرق الأردن ونقلنا إليها الأمير عبد الله بن الحسين، وكلف الانكليز أشخاصا غيري لمراقبة وتوجيه عبد الله وتنظيم الإمارة الجديدة، إلا أن هؤلاء الأشخاص ما استطاعوا ترويض الأمير عبد الله الذي ظن أن هذه القطعة الجديدة من الأرض التي منحت له ما هي إلا " ملكه الخاص وعرشه البديل للعرش الضائع " في الحجاز وأنه بإمكانه التصرف بمزاجه بعيدا عن خطنا المرسوم وأن بإمكانه أن يجعل من الأردن منطلق هجوم ضد ابن السعود لاستعادة العرش الهاشمي الذي منحه الانكليز لعبد العزيز، وكذلك ظن أن بإمكانه استعادة عرش سوريا الذي منحه الانكليز لأخيه فيصل ثم تنازل عنه الانكليز للفرنسيين، ثم عمل الانكليز جهدهم أخيرا
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»