هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٣٦
قال: للتدريس في المدارس الثانوية، والقضاء.
قلت: كانت المدارس من قبل، بخاصة الدينية منها أشبه بالزوايا، وتكيات الدراويش، وهذا البناء الضخم يتفق تماما في مظهره وفنه مع العصر الحديث وحضارته، فأسأل الله أن يكون التعليم بروحه وأهدافه كذلك، وأن يبرز الشريعة الإسلامية بأسلوب يحببها إلى الجميع، وأن تجنب التلاميذ روح التعصب والبغضاء بين المسلمين، ولا يكفر بعد اليوم بعضهم بعضا، فإنهم أحوج الناس إلى الألفة والتقارب، وأظن أنكم تعلمون - الخطاب للعميد - أن النجديين معروفون عند الناس بالتشدد والتعصب، لأنهم يسيئون معاملة الحجاج الذين لا يدينون بالوهابية.
ففهم ما أردت، وقال: الحق إن التعصب موجود، ولكن لا من طرف واحد، بل من الجميع، وقد خفت حدثه كثيرا عن ذي قبل - مثلا - كان النجدي إذا رأى في الكعبة حليق الذقن ينتهره، ويصيح به، وربما أخرجه منها، أما اليوم فيدعه وشأنه، ومع ذلك فإن بعض الحجاج يجسمون الأمور أكثر من حقيقتها، ويوقعونا في مشاكل تافهة، يمكن تحملها والإغضاء عنها، لو حسنت النية، من ذلك أن رجلا من الجزائر جاء معتمرا في شهر رمضان من هذه السنة، وصادف، وهو واقف في حجر إسماعيل أن شخصا أراد أن يسجد، فلم ير موضعا لشدة الزحام، فنحى رجل الجزائري بيده، وهنا ثارت ثورة الجزائري،
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»