هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٣٢
الإسلام في جميع المواقف الذي وقفها الرسول ضد الشرك، وأعداء الدين.
قال: ولكن لا بد من البعد عن الشرك.
قلت، هنا يكمن السر.. إنكم ترون المسلمين مشركين، وكيف يجتمع الشرك مع قول لا إله إلا الله محمد رسول الله؟. وهل من الشرك أن أعتقد أن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من الصلاة في بيتي؟.. وقبل إن أنهي كلامي قال: نعم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصلاة في مسجدي بألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه بألف صلاة في مسجدي.
قلت له: سبقتني.. إذن، أين الشرك؟.
قال: الشرك أن يعتقد المصلي بأن الفضل جاء من أجل صاحب القبر.
قلت: أولا: إن هذا الإعتقاد ليس بشرك، لأن معنى الشرك أن يدعو المشرك مع الله إله آخر، وهذا شئ، والاعتقاد بأن هذه البقعة اكتسبت شرفا ممن دفن فيها شئ آخر.
ثانيا: أي فضل للأرض من حيث القداسة لولا صاحب القبر، إن أجزاء الأرض بكاملها سواء من هذه الجهة، ولا فضل لبقعة على أخرى إلا بمن حل فيها.. لذا قيل: المكان بالمكين، وكل إنسان يقدس بفطرته التربة التي تضم رفاة العظماء والصلحاء، والآباء والأجداد.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»