هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٣١
هو؟. قال: في الدور العلوي.
صعدت إلى هذا الدور، فرأيت غرفة واسعة مفروشة بالسجاد الإيراني، وعدد من المقاعد، وفيها كتبة، وجماعة من أصحاب العلاقة، وفي صدر الغرفة يجلس رجل على كرسي، وأمامه طاولة، وهو متقدم في السن، وإلى جانبه كرسي ثانية، ويلبس كوفية حمراء، وثوب أبيض، فسألت عنه؟ فقيل: هذا هو الرئيس. سلمت، وجلست إلى جنبه خلف الطاولة، وكان يختم أوراقا مكتوبة بختمه دون أن يوقعها بإمضائه.
وبعد أن انتهى التفت إلي، وقبل إن يسألني قلت له: أنا حاج من لبنان، وقد سمعت إنكم بعد أن تستمعوا إلى المتخاصمين تنهالون بالضرب على المبطل. قال:
وماذا رأيت؟. قلت: لا شئ من هذا. ثم أطلعني على الاستدعاءات والسجلات والدفاتر، فرأيت فيها الدقة والتنظيم.
فقلت له: ولكن المعروف أنكم تكفرون غيركم من أهل المذاهب الإسلامية، بخاصة الشيعة، وتزعمون أنهم يغالون في حب الإمام علي، وأخبرك بأني شيعي جعفري، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله الذي قال: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، وأوالي عليا الذي قال: هلك في اثنان: مبغض قال، ومحب غال. أواليه لأنه من الذين عناهم الله جل شأنه بقوله: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ". ولأنه بطل معركة
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»