هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٤٠
قال: هناك شئ آخر.
فأومأ إليه المدير بالسكوت، فسكت، وتمنيت لو تركه في حديثه، لا عرف ماذا يريد من الشئ الآخر؟. وأعرفه مكانه من العلم والمنطق.. وأظن أنه قصد بالشئ الآخر تعمير القبور وزيارتها والصلاة عندها.. ومهما يكن، فسيأتي الحديث عنها مفصلا. ثم قام المدير من مكانه، وجلس إلى جانبي، وقال بالحرف، وبكل تواضع: إن ما تقوله هو الحق، أجل، نحن أخوان، ويشهد الله أننا نكره التعصب والمتعصبين، ولكن الدعايات هي التي تلفق وتختلق.. ثم قال لي المدير: نحن بخدمتك، وخدمة كل حاج معك، مرنا بما شئت. قلت: شكرا، لا شئ سوى التعرف بكم.. وما رأيت أحدا في مكة المكرمة بخلقه وتواضعه، لذا نظرت إليه مستغربا، وقلت: من أين أنت؟ قلت هذا، وأنا علم أنه نجدي وهابي. فضحك بملئ فمه، وقال: أنا نجدي وهابي متعصب. وحين أردت الخروج عرض علي أن يوصلني بسيارته إلى حيث أريد، فشكرته، وقلت: معي سيارة، فرافقني، حتى ركبت، وحين الوداع سألني عن اسمي وعنواني الكامل؟ قلت: وما يعنيك من أمري؟ قال:
أنا اصطاف بلبنان، وعزمي على زيارتكم.
قلت: إذن، أخسر فنجان قهوة، ولست مستعدا لذلك.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»