هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٣٨
الشؤون الدينية:
وأثناء عودتي من كلية الشريعة مر السائق بحي يدعى محلة الزاهر، وهو من الأحياء الحديثة بشوارعه، وبناياته، وأشجاره، وحدائقه، ورأيت في هذا الحي بوابة كبيرة فوقها لوحة كتب عليها بالخط الكبير " إدارة التفتيش الديني "، فطلبت إلى السائق أن يقف أمام البوابة، وينتظر، وكانت البوابة مفتوحة، ولما دخلت رأيت حديقة منسقة على الطراز الحديث، يحيط بها سور بعلو قامة الرجل، وبناية كبيرة من طابق أرضي، وبابها مفتوح، فدخلت دون أن أطرق الباب، وإذا بدار واسعة، وفيها غرف مفتحة الأبواب، نظرت في غرفة على يمين الداخل، فلم أر أحدا، فتركتها إلى الثانية، وفيها رجل واحد، وما أن رآني، حتى قال: هناك هناك وأشار إلى غرفة على اليسار.
دخلت هذه الغرفة، وإذا بأربعة رجال، أو خمسة، وبعد أن سلمت، واستقر بي الجلوس قلت: أنا لبناني، وقد أتيت للحج، وأرغب في التعرف على الهيئات الدينية، وأعمالها، فماذا تعنون بالتفتيش الديني؟. وهل تبحثون عن دين الإنسان، وماذا يعتقد، فتقومونه إن كان اعتقاده معوجا؟.
قال أحدهم، وهو المدير العام، واسمه الشيخ محمد بن عبد الله آل الشيخ، وأخوه وزير المعارف، قال: كلا، بل نربي النش ء في المدارس على عقيدة الإسلام وأخلاقه،
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»