هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٣٣
قال: بارك الله فيك، يا ليت كل الشيعة مثلك. قلت: ومن تعرف من الشيعة؟. وماذا قرأت لهم؟. اقرأوا كتبهم، وافهموهم جيدا، ثم احكموا عليهم بما تستوحون، وتفهمون، وليس من شأن العالم أن يلقي القول جزافا، هذا، إلى أن قوة الإسلام والمسلمين تقوم على أساس التسامح والتقارب، والمحبة والأخاء، لا على الشحناء والبغضاء، ونحن لا نناوئ أحدا، ولا نريد أن يناوئنا أحد.. فهز رأسه علامة القبول والاستحسان.
وقلت له: ما الشرط لتعيين القاضي عندكم؟
قال: أن يحمل شهادة من كلية الشريعة بمكة، أو الرياض، أو من الأزهر، وأن تثبت كفاءته بعد أن يتمرن سنتين عند أحد القضاة.
قلت: وما تحمل أنت من الشهادات.
فابتسم، وقال: لا شئ، أني درست على الشيوخ عندنا. قلت: سأضع كتابا في عقيدة الوهابية. قال: يجب أن تعتمد المصادر المعتبرة عندنا. قلت: أجل، وهذا شرطي إذا أردتم الكلام عنا. وما هي المصادر المعتبرة؟ فأسمى لي عددا من الكتب، بعضها موجود في مكتبتي، والبعض الآخر اشتريته من مكتبات مكة.
وسألته عن المصادر التي يعتمدونها في أحكامهم؟. قال كتب الفقه الحنبلي.
قلت: ما هو الكتاب المفضل منها؟. قال المغني لابن قدامة. وأخذ يثني عليه، ويطنب.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»