بعد أن أدى للأمومة حقها، ووفى لها بعهدها، كما تصورت شعورها بالغبطة بهذا الولد البار الذي حقق لها أعز الأماني والأحلام.
شاهدت هاتين الصورتين، فتذكرت من يتخذ من عطف الأب والأم وسيلة للتنمر عليهما، ومجابهتهما بالإساءة والعقوق.
وفي مساء 12 ذي الحجة شاهدت في زاوية من زوايا البيت مجموعة من المصريين نساء ورجالا يصفقون بهدوء ويرددون الأناشيد بمدح الرسول وآله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم فرحون مستبشرون كأنهم في عرس، وإلى جانبهم رجل يصلي، وآخر يتلو القرآن، وثالث يتضرع ويبكي. فقلت بكى هذا خوفا من عقاب الله، وغنى هؤلاء وصفقوا أملا بثواب الله، والكل سواء في رحمته، ما دامت قلوب الجميع عامرة بالتدين والإيمان بجلاله وعظمته، وصلى الله على محمد وآله الذي قال: إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق. الحج وأتعابه: قال الفقهاء: إن التكليف مشتق من الكلفة، وهي المشقة.. إذن كل تكليف يستتبع نوعا من الأتعاب، وأشدها هي أتعاب الحج، اللهم إلا الصوم، بخاصة على من اعتاد التدخين وشرب الشاي.