هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٢١
وقد شعرت بالإعياء والعناء في عرفة والمشعر ومنى، ولكن أتعاب الحج أشبه بالآلام الشديدة التي تعانيها الأم حين الوضع، فسرعان ما تستحيل إلى لذة وسرور بعد أن ترى وليدها سالما، بل هذه الآلام بداية حبها له، وتعلقها به.. وهكذا الحاج ينسى جميع أتعابه وأوصابه، ويشعر بالغبطة والسعادة بعد أن يؤدي المناسك على وجهها ويشكر الله سبحانه لما هداه وأعانه على تأدية ما فرضه من طاعته، أوجبه من عبادته (1).

(1) كانت ليلتنا في المشعر الحرام ليلة البرد والزمهرير في صحراء جرداء، لا مأوى فيها: ولم يكن معي غطاء ولا وطاء، وأنا مكشوف الرأس، وعلى جسمي ملابس الإحرام، ينفذ الريح خلالها بسهولة ويسر، فأصابني رشح قوي لازمني مدة عشرين يوما.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»