هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ١٨
الحجيج والضجيج:
أما ما نسب إلى الإمام زين العابدين عليه السلام من أنه قال: ما أكثر الضجيج، وأقل الحجيج، ما حج إلا أنا وناقتي، ورجل من البصرة، فإنه محل النظر والتأمل.
أولا: أنه لا يتفق مع دعائه في يوم عرفة، الذي جاء فيه: " اللهم وهذا يوم شرفته وكرمته وعظمته، نشرت فيه رحمتك، ومننت فيه بعفوك، وأجزلت فيه عطيتك، وتفضلت به على عبادك ء ".
وبديهة أن معنى انتشار الرحمة شمولها للجميع لا للرجل والناقة فقط لا غير..
وقال أيضا: " يا من عفوه أكثر من نقمته، ويا من رضاه أوفر من سخطه، ويا من تحمد إلى خلقه بحسن التجاوز ".
ثانيا: أي فرق بين هذا القول ما حج الخ، وبين قول الأعرابي: اللهم ارحمني، وارحم محمدا، ولا ترحم أحدا معنا "..
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنكر عليه، وقال: يا هذا ضيقت واسعا.
ثالثا: فهمنا حج الإنسان، أما حج الناقة فم ندرك له معنى، وإن كان المراد أن ناقة الإمام حملت حاجا، فإن ناقة البصري كذلك، اللهم إلا أن يكون البصري حج ماشيا.
وعلى أية حال، فإن معنى الحديث، إن صح، أن الإمام والبصري ينالان ثواب الحج بالاستحقاق، أما غيرهما
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»