الفرق بين كون المسلم يوجب على نفسه طاعة لم يوجبها الله تعالى عليه وبين كونه يأتي بأقصى نهاية الخضوع والتذلل لله تعالى فالفرق بين كون العبد يوجب على نفسه طاعة لم يوجبها الله تعالى عليه، وبين كونه يأتي بأقصى نهاية الخضوع والتذلل لله ويمتثل أمره تعالى فيأتي بما أمره به على الوجه المأمور به من أجل أنه أمر مع المبادرة الخ. يعرفه صغار الطلبة، ونهي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عنه في حديث الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقوله (أنه لا يرد شيئا وإنما يستخرج به من البخيل)، وفي رواية: (لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا)، وفي رواية: (لا يأتي بخير) محمول على من علم من نفسه عدم الوفاء بما التزمه، ومعنى (لا يأتي بخير) أنه لا يرد شيئا من القدر كما في الرواية الأخرى، ومعنى (يستخرج به من البخيل) أن البخيل لا يأتي بالنذر تطوعا محضا مبتدئا وإنما يأتي به في مقابلة غرضه الذي علق نذره عليه.
قال ابن الأثير وقد تكرر في أحاديث النذر ذكر النهي عنه وهو تأكيد لأمره، ؟؟ ير عن التهاون به بعد إيجابه.
قال ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل لكان في ذلك إبطال حكمه، وإسقاط لزوم الوفاء به، إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم، وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا ولا يصرف عنهم ضررا ولا يرد قضاء فقال:
(لا تنذروا) على أنكم تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم أو تصرفون به عنكم ما ؟؟ به القضاء عليكم، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا فاخرجوا عنه بالوفاء فإن الذي بذر موه لازم لكم إ ه.
والحديث الذي رواه أبو داود: قال نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول