التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ١٨
المعرفات حسا وعرفا، وفرعون سأل بلفظ ما فكان الجواب بالتحيز أولى من الصفة.
وغاية ما فهمه من هذه الآية واستدل به فهم فرعون فيكون عمدة هذه العقيدة كون فرعون ظنها وهو مشيدها، فليت شعري لم لا ذكر النسبة إليه كما ذكر أن عقيدة سادات أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم الذين نبزهم بالجهمية لمخالفتهم هواه متلقاة من لبيد بن الأعصم اليهودي إ ه‍.
وقد بين عقيدته فارا من شناعة مشيخة فرعون عليه وعلى أسلافه محاولا إلصاقها بموسى، برأه الله تعالى من ذلك، وصلى عليه في رسالته: " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " ص 134 قال: فلولا أن موسى أخبره أن ربه فوق العالم لما قال:
(أطلع إلى إله موسى)، وفي ص 144 منها قال: وحقيقة قول الجهمية المعطلة هو قول فرعون، وثرثر إلى أن قال: وكان ينكر أن يكون الله كلم موسى، أو لا يكون لموسى إله فوق السماوات. وقال في رسالته: " صفات الله وعلوه على خلقه " ص 211 كذب فرعون موسى في قوله " إن الله فوق السماوات "، والمفسرون متفقون على أن معنى قوله (وإني لأظنه كاذبا) في أن له إلها غيري بدليل قوله: (ما علمت لكم من إله غيري).
قد تحقق عن علماء الإسلام إن معتقدي الجهة لله تعالى قاسوا الخالق على المخلوق وقد تحقق بما نقلته عن علماء الإسلام المحققين إن معتقدي الجهة لله تعالى قاسوا الخالق على المخلوق، وأنهم من العوام لم تستسغ عقولهم استحالة الجهة على الله تبارك وتعالى، وأنهم مؤولون كل ما يوهم جهة العلو لله تعالى من ظواهر الكتاب والسنة بما يوافق هواهم فيقولون: (استوى على العرش) جلس عليه واستوى على العرش بذاته، وحقيقته، وعلى عرشه بائن من خلقه، (وهو القاهر فوق عباده)، (ويخافون ربهم من فوقهم) بفوقية حقيقة و (آمنتم من في السماء) بأن
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»