- هذا حق، ولست أعرف كيف فات علي أمره، ولكن الفرصة لم تفت بعد.
ثم يقوم جلالته فيعطي للشعب ما هو حق للشعب.
ويحتفظ لنفسه بمليون واحد، أو حتى مليونين، وبقصر واحد، أو حتى قصرين، وبزوجة واحدة، أو حتى زوجتين.
ثم يقول لمن حوله: اقتدوا بي حتى يعم الخير على الناس!
* ذلك لم يحدث، ومن المستحيل حدوثه، لأنه هو غير الطبيعي وإنما الطبيعي هو ما جرى، وما يجري الآن فعلا!
يحاول الملك أن يخادع تيار التطور ويماطله، ولقد ينجح - وقد نجح فعلا في تأجيل الصراع المحتوم سنتين أو ثلاث.
لكن تأجيل الصراع لا ينهيه.
ثم جاءت لحظة المواجهة التي لم يكن منها مفر.
وانتفض الملك بكل غيظه وحقده وعدائه الذي يصل بغير تردد إلى حد القتل يحاول الانقضاض على تيار التطور.
داس على مشاكله الصغيرة لكي يستجمع قواه للمعركة المريرة.
لم يقف عند حد في حقده الأعمى.
لم يتردد لحظة في الاصرار على القتل.
من نماذج المشاكل التي داس عليها جلالته، خصومته مع أخيه الأمير فيصل.
ومن المدهش مثلا أن الملك لم يتورع عن سؤال بعض أصدقائه الأمريكيين أن يتوسطوا بينه وبين أخيه لكي يفهم أن التغيير الذي يحوم حول الشرق العربي يهددهما معا.. وقد كان.
تدخل أميركي بين ملك عربي، وبين أخيه الأمير العربي، ولم ينس الأميركي طبعا أن يحتسب عمولته في الوساطة، فأخذها في شكل إخراج السيد عبد الله الطريقي الذي كان وزيرا لشؤون البترول في الوزارة التي ألفها سعود في عنفوان خصومته لفيصل وبعد أن أقاله من الوزارة سنة 1960