المطلب رضي الله عنه قال رسول الله " ص " هل تدرون كم بين السماء والأرض قلنا الله ورسوله أعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شئ من أعمال بني آدم أخرجه أبو داود وغيره وفيه مسائل: " الأولى " تفسير قوله تعالى (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) " الثانية " إن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه " ص " لم ينكروها ولم يتأولوها " الثالثة " إن الحبر لما ذكر ذلك للنبي " ص " صدقه ونزل القرآن بتقرير ذلك " رابعا " وقوع الضحك منه " ص " لما ذكر الحبر هذا العلم العظيم " الخامسة " التصريح بذكر اليدين وإن السماوات في اليد اليمنى والأرضين في الأخرى " السادسة " التصريح بتسميتها الشمال " انتهى ".
وهو صريح في إثبات جهة الفوق لله تعالى والاستواء على العرش الذي هو فوق السماوات والأرض وإثبات المحبة والرحمة والرضا والغضب وإثبات اليدين والأصابع واليد اليمنى واليد الشمال والكف له تعالى كلها بمعانيها الحقيقية من دون تأويل ونسبة الأشعرية الذين يؤلونها إلى التعطيل وهو عين التجسيم الذي أطبق المسلمون على كفر معتقده لاستلزامه التركيب والتحيز والوجود في جهة دون جهة وكل ذلك يستلزم الحدوث كما قرر في محله ويلزم من إثبات المحبة والرحمة والرضا والغضب بمعانيها الحقيقية وهي ميل القلب ورقته وعدم هيجان النفس وهيجانها كونه تعالى محلا للحوادث الموجب حدوثه كما علم من علم الكلام مع أن حديث حبر اليهود عليه لا له فإن الضحك لم يكن لتصديق قول الحبر كما توهم بل للرد عليه فهو ضحك تعجب من نسبة ذلك إليه تعالى مع بطلانه في العقول ويدل عليه قراءته " ص " وما قدروا الله حق قدره أي ما قدروه حق قدره بنسبتهم إليه الجسمية والأعضاء.
وأما أتباع محمد بن عبد الوهاب فاثبتوا لله تعالى جهة العلو والاستواء على العرش والوجه واليدين والعينين والنزول إلى سماء الدنيا والمجئ والقرب وغير ذلك بمعانيها الحقيقية.