تقدمت النصوص الدالة على استحباب زيارة القبور وحكاية الاجماع على ذلك وأن من الناس من قال بوجوبها * وفي كتاب النوادر لابن أبي زيد من كتاب ابن حبيب ولا بأس بزيارة القبور والجلوس إليها والسلام عليها عند المرور بها وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد قدم ابن عمر من سفر وقد مات أخوه عاصم فذهب إلى قبره فدعا له واستغفر * وفي غير كتاب ابن حبيب ورثاه فقال فان تك أحزان وفائض دمعة * جرين دما من داخل الجوف منقعا تجرعتها من عاصم واحتسبتها * فأعظم منها ما احتسي وتجرعا فليت المنايا كن خلفن عاصما * فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا دفعنا بك الأيام حتى إذا أتت * تريدك لم تسطع لها عنك مدفعا قال ابن حبيب وفعلته عائشة رضي الله عنها لما مات أخوها عبد الرحمن وهي غائبة فلما قدمت أتت قبره فدعت له واستغفرت * قال وقد خرج الني صلى الله عليه وسلم إلى البقيع يستغفر لهم * وكان صلى الله عليه وسلم إذا سلم على أهل القبور يقول السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وانا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم ارزقنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم * والقول في ذلك واسع بقدر ما يحضر منه ويدل على التسليم على أهل القبور ما جاء من السنة في التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مقبورين وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبور شهداء أحد فسلم عليهم ودعا لهم * ومن المجموعة عن مالك أنه سئل عن زيارة القبور فقال قد كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم أذن فيه فلو فعله إنسان ولم يقل الا خيرا لم أر به بأسا وليس من عمل الناس وروى عنه أنه كان يضعف زيارتها قال ابن القرظي وإنما أذن في ذلك ليعتبر بها الا لقادم من سفر وقد مات وليه في غيبته فليدعو له وليترحم عليه ويؤتي قبور الشهداء بأحد
(٧٤)