تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٠٥
المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون (رواه مسلم) فانظر كيف خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع بأمر الله تعالى يستغفر لأهله ولم يكتف بذلك من الغيبة وهذا أصل في الإتيان إلى القبور لزيارة أهلها للاستغفار لهم وقد سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كيف تقول تعني إذا فعلت كفعله وعلمها وفي ذلك دليل على أنه يجوز لها وللنساء الإتيان إلى القبور لهذا الغرض لأن سؤالها ذلك كان بعد رجوعهما إلى البيت فلم يكن المقصود منه كيف أقول الآن وإنما معناه كيف أقول مرة أخرى فلو كان لا يجوز لها ذلك لبينه لها وليس هذا المقصود هنا فإنا نذكره إن شاء الله تعالى في موضع آخر وإنما المقصود هنا أن الحضور عند القبر لسبب زيارة من فيه والدعاء مطلوب وليس ذلك من باب قصد الأمكنة ولا دل الحديث على امتناعه ولا قال به أحد من العلماء وقد أحضر إلي بعض الناس صورة فتاوى منسوبة لبعض علماء بغداد في هذا الزمان لا أدري هل هي مختلفة من بعض الشياطين الذين لا يحسنون أو هي صادرة ممن هو متسم بسمة العلم وليس من أهله فأولها فتيا مالكي قال فيها قد نص الشيخ أبو محمد الجويني في كتبه على تحريم السفر لزيارة القبور وهو اختيار القاضي الإمام عياض في إكماله ولقد كذب في هذا النقل عن الشيخ أبي محمد والقاضي عياض جميعا ثم أطال الكلام بما لا فائدة فيه وثانيها فتيا شافعي قال فيها إن المفهوم من كلام العلماء ونظار العقلاء أن الزيارة ليست عبادة وطاعة بمجردها فإن أراد المفهوم عنده فلا علينا منه ونقول له المفهوم عند العلماء خلافه ثم نقول إن من اعتقد جواز الشد إلى غير ما ذكر أو وجوبه أو ندبيته كان مخالفا لصريح النهي ومخالفة النهي معصية إما كفر أو غيره على قدر المنهي عنه ووجوبه وتحريمه ويكفي هذا الكلام ضحكة على من قاله أن يجعل المنهي عنه منقسما إلى وجوب وتحريم دع سوء فهمه للحديث وثالثها فتيا آخر شارك فيها الأول في النقل عن الشيخ أبي محمد والقاضي عياض
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»