عن المنكر. قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى عليا (عليه السلام) فقال: " يا علي، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتى وأمر بجميع ما أمرتك به " ونحو ذلك على الظاهر حتى يعمل عليه.
وعليك بالصبر، وانتظار الفرج، ولا تزال في الحزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (صلى الله عليه وآله) أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فاصبر يا شيخي ومعتمدي، وأمر بالصبر، فإن الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. والسلام عليك. وعلى جميع المؤمنين ورحمة الله وبركاته (1).
وورد أيضا كتاب من الناحية المقدسة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قدس الله سره، وفي حضيرة القدس سره. وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين. فإنا نحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق. وأجزل مثوبتك على نطقك منا بالصدق - أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك - أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته وحراسته - فقف - أمدك الله بعونه على أعدائه المارقين - عن دينه على ما نذكره، واعمل في تأديته بما نرسمه إن شاء الله تعالى. نحن وإن كنا ناؤن بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب ما أراناه الله سبحانه لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالأزل الذي أصابكم. مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شائعا (2) سعا، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون.