وفي رواية ابن إسحاق أنها سيقت مع ابنة عم لها من سبايا حصن القموص يقودهما بلال فمر بهما على قتلى المعركة فصرخت المرأة وصكت وجهها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإبعادها، وأردف صفية خلفه وغطاها بثوب، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه وقال لبلال: " أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما " (1).
ويحكى أن صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حجرها فذكرت ذلك لزوجها فلطم وجهها وقال لها إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل أثر اللطمة خضرة في عينيها حتى سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
وأعرس بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الطريق بمكان يقال له (الصهباء) (3) وأنزلها في المدينة في بيت حارثة بن النعمان وقد تسامع النسوة بجمالها فجئن ينظرن إليها حتى إن عائشة جاءت متنكرة متنقبة لتنظر إليها وعرفها النبي صلى الله عليه وسلم فسألها: " كيف رأيت يا شقيراء " فقالت في غيرة: رأيت يهودية، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسن إسلامها " (4).
وقد تكلمت حفصة وعائشة مرة عن أصل صفية اليهودي فجاءت باكية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها " ألا قلت وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى " (5) وتوفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي في نسائه