ولما بويع أبوهما الإمام الفارس الزاهد علي بن أبي طالب بالخلافة كانا له نعم العون، وزيرين ومشيرين، وفارسين مجالدين، وشهدا معه معاركه كلها، وإن كان أبوهما يضن بهما ويقدم بين يديهما أخاهما محمد بن الحنفية.. ولما سأل الناس محمد بن الحنفية لم كان أبوك يزج بك في المعارك بينما يضن بالحسن والحسين قال لهم: " كانا عينيه وكنت يده والمرء يقي عينيه بيده " (1).
ولتعلم منهاج التربية التي نشأ عليها، اسمع معي وصية أبيهم لهم بعد أن أصابه عدو الله وأشقى الآخرين (ابن ملجم):
" أوصيكم بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن صلاح ذات البين أفضل من الصلاة والصيام.. الله الله في القرآن لا يسبقنكم إلى العمل سابق.. الله الله في الفقراء والمساكين.. أشركوهم في معاشكم، لا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغي عليكم، لا تدعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله.. عليكم بالتواصل، وإياكم والتدابر، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ".
ثم خاطب ولده ابن الحنفية محمدا فقال:
" أوصيك بتوقير أخويك الحسن والحسين لعظيم حقهما عليك، فاتبع أمرهما، ولا تقطع أمرا دونهما " ثم قال للحسن والحسين:
" أوصيكما به فإنه ابن أبيكما وقد علمتم إن أباكما كان يحبه..
أستودعكم الله.. واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ".
ولما استخلف الإمام الحسن رضي الله عنه بعد أبيه الإمام علي