أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٢٨
* وهذا (عبد الله بن عروة وأخوه عبد الرحمن) يخوضان في صفوف الأعداء ويصليانهم سعيرا..
ويثقل جسداهما بالطعن وبالضرب والجراح، فيقعان على الأرض خائرة قواهما.. ثم لا تكاد أعينهم المجهدة تقع على البطل يقاتل وحده عشرات من الأعداء القساة حتى تنتفض فيهما من جديد عافية الأسود، ويتضرم بأسهما.. وينهضان من بين يديه في قتال مرير حتى يقع أجرهما على الله شهيدين عظيمين!!
* وهذا (شوذب) و (عباس بن أبي شبيب) و (نافع بن هلال البجلي) و (سويد بن أبي المطاع) وعشرات من إخوانهم المباركين، راحلوا يقاتلون في جسارة وغبطة.. كلما سقط أحدهم جريحا نهض فوق جراحه، وسبح فوق دمائه حتى يعود فيقاتل.. ويقاتل في عزم شامخ وثبات مكين، حتى لحقوا جميعا بإخوانهم الذين سبقوهم أول النهار - (زهير بن القين) و (عبد الله بن عمر الكليبي) و (الحر بن يزيد) و (ويزيد الكندي).. أولئك الأبطال الذين قاتل الواحد منهم وكأنه جيش وحده.. والذين أبلوا في المعركة بلاء يتعاظم كل وصف وكل إطراء..!!
* * * وتقدم آل بيت الحسين..
تقدم أبناء الرسول نحو مصايرهم العظيمة..
لم يعد الذي يضنيهم، الظمأ إلى الماء الذي حرمهم منه المجرمون.
بل الظمأ إلى الشهادة.. والشوق إلى الجنة!! لقد كانوا في لحظاتهم المجيدة تلك، يشمون عبير جدهم الرسول.. وجدتهم خديجة.. وعبير حمزة.. وجعفر.. وعلي.. وفاطمة.. فيدركون أنهم صاروا في الجنة على قرب ذراع، فينطلقون نحوها في هيام..!!
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست