أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٣٣
فيناله، ابن الخبيثة بسيفه الجبان، فيسقط على الأرض دون آن تصيب الضربة منه مقتلا، ويسارع إليه عمه فيحمله إلى مكانه مع عمته السيدة زينب التي جلست تستقبل الضحايا، وتبصر المصاير، في تفويض الله، ورضا بقضائه!!
يواجه البطل أعداءه في جولة أخيرة، فتقع ضربة سيف على رأسه الشريف فتدميه.. فيشده بعصابة، ويحمل سيفه والدم ينزف من كل جسمه.
والمجرمون يضربون.. ويضربون.. بيد أنهم لا يزالون يرهبون دمه، ويتجنبون مقاتله!!
ومرة أخرى، تخرج (السيدة زينب) من خدرها، فترى أخاها وحيدا بين الوحوش، فتتقدم إلى حيث يسمعها (عمر بن سعد) قائد جيش ابن زياد، وتصيح به:
(يا عمر..
أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر)؟؟!
فيطرق (ابن سعد) خزيا وندامة، ويصرف وجهه عنها وقد تفجرت عيناه بالدموع.. لكنه لا يستطيع أن ينسلخ من الموقف الذميم الذي ورطه فيه هواه..
ويضرع (البطل) إلى أخته كي تعود إلى مكانها، ثم يصيح في القتلة:
(أعلى قتلي تجتمعون؟..
إني لأرجو الله أن يكرمني بهوانكم، ثم ينتقم لي من حيث لا تشعرون).
ويطير صواب شمر بن ذي الجوشن، فينادي فرسانه من جديد، ويأمرهم أن يقفوا من وراء مشاته ورماته، ليمنعوهم عن النكوص إلى وراء.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 137 139 140 ... » »»
الفهرست