أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٢٦
وركز رماة الأعداء ضرباتهم على الجياد التي يمتطيها فرسان (الحسين) فعقروها جميعا..
وهبط الفرسان إلى الأرض ليقاتلوا مع إخوانهم.
كان كل بطل من أصحاب (الحسين) يتكاثر عليه عشرات من جيش ابن زياد.
وهذه وحدها، ترينا كيف كانت ضراوة القتال وعظمة الاستشهاد!!
ورغم ما كان لجيش الباطل من تفوق، فقد كان الفزع من نصيبه وحده.
وليس هناك ما يصور هذه الحقيقة مثل إقدامهم على حرق المضارب والخيام التي كانت لأهل الحسين وأنصاره.
لقد أحرقوها، ليشغلوا بإطفاء نارها المندلعة تلك القلة الصامدة لقتالهم والمطوحة برؤوسهم.!!
واشتعلت الحرائق عالية، فنادى (الحسين) في ثبات عجيب (لا بأس.. اجعلوا الحريق وراء ظهوركم. فلا يستطيعوا اجتياز النار إليكم)..
ونجا فسطاط (الحسين) من الحريق..
وفي خضم هذا الهول الذي شكله القتال الضاري الوبيل، وقف (البطل) يقلب وجهه في السماء!!
لقد كان ينتظر مقدم عزيزا لم يخلف قط موعده معه - ذلكم هو الصلاة..!!
أجل.. لقد انتصف النهار، وجاء ميقات الظهر، وموعد صلاته.
وللصلاة في ميدان القتال طريقة خاصة.. وهكذا نادى (الحسين) لصلاة الظهر - صلاة حرب وقتال!
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست