أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٢٧
هل رأى الناس شيئا كهذا، في جلاله، وجماله، وعظمته..؟
حتى الموت ينوشه وينوش أصحابه من كل جانب، لا يغفل عن واجب ربه، ولا عن فرائض دينه!!
ويفرغون من صلاتهم، ليواصلوا جهادهم، وقد بدأ النصف الثاني من النهار..
أي إعجاز كان هذا الذي حدث..؟؟
وكيف صمد اثنان وسبعون طيلة هذا الوقت لأربعة آلاف فارس، ورام.. وكيف ستظل بقيتهم صامدة حتى آخر النهار..؟؟
أو كل هذا الثبات، يهبه الحق أتباعه وأشياعه..؟!
أجل، وأكثر من هذا يمنح الحق ويعطى..
* * * لقد أحاط الباقون من أصحاب (الحسين) به يقاتلون من حوله ويذودون عنه.. وكل أمانيهم أن تواتيهم مناياهم وهم بين يديه، أو عند قدميه..!!
* فهذا (حنظلة بن سعد البشامي) ينادي أعداء الحق:
(إني أخاف عليكم يوم التناد.. فإياكم وقتل (الحسين)، فقد خاب من افترى)..
ثم يثبت بين يديه كأنه جبل، لا تزحزحه عن مكانه عشرات السيوف والرماح التي اتخذته هدفا.. ويظل يقاتل حتى يقع شهيدا..!!
* وهذا (سيف الله بن الحارس وأخوه مالك) يقتربان من البطل، ويعانقانه، ثم يقولان له:
(موعدنا الجنة)!!
ويقاتلان معه ومن حوله حتى تدركهما الشهادة!!
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست