صفة نقص ولا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفا بضده ولا يرد على هذه صفات الفعل والصفات الاختيارية ونحوها كالخلق والتصوير والأمانة والاحياء والقبض والبسط والطي والاستواء والاتيان والمجيء والنزول والغضب والرضى ونحو ذلك مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وان كنا لا ندرك كنهة وحقيقته التي هي تأويله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ولكن أصل معناه معلوم لنا كما قال الامام مالك رضي الله عنه لما سئل عن قوله تعالى * (ثم استوى على العرش) * وغيرها كيف استوى فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول وان كانت هذه الأحوال تحدث في وقت دون وقت كما في حديث الشفاعة ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله لان هذا الحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنع ولا يطلق عليه انه حدث بعد أن لم يكن الا ترى أن من تكلم اليوم وكان متكلما بالأمس لا يقال إنه حدث له الكلام ولو كان غير متكلم لأنه لآفة كالصغر والخرس ثم تكلم يقال حدث له الكلام فالساكت لغير آفة يسمى متكلما بالقوة بمعنى أنه يتكلم إذا شاء وفي حال تكلمه يسمى متكلما بالفعل وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو كاتب بالفعل ولا يخرج عن كونه كاتبا في حال عدم مباشرته الكتابة وحلول الحوادث بالرب تعالى المنفي في علم الكلام المذموم لم
(١٢٨)