واختلفوا في أول هذا العالم ما هو وقد قال تعالى * (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) * وروى البخاري وغيره عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الامر فقال كان الله ولم يكن شئ قبله وفي رواية ولم يكن شئ معه وفي رواية غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض وفي لفظ ثم خلق السماوات والأرض فقوله كتب في الذكر يعني اللوح المحفوظ كما قال تعالى * (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) * يسمى ما يكتب في الذكر ذكرا كما يسمى ما يكتب في الكتاب كتابا والناس في هذا الحديث على قولين منهم من قال إن المقصود اخباره بأن الله كان موجودا وحده ولم يزل كذلك دائما ثم ابتدأ احداث جميع الحوادث فجنسها وأعيانها مسبوقة بالعدم وان جنس الزمان
(١٣٩)