والكوكب لا ينقسم معناه ولكن يقال لفظ المشتري يقال على كذا أو على كذا وأمثال هذه المقالات التي قد بسط الكلام عليها في موضعه وأصل الخطأ والغلط توهمهم أن هذه الأسماء العامة الكلية يكون مسماها المطلق الكلي هو بعينه ثابتا في هذا المعين وهذا المعين وليس كذلك فان ما يوجد في الخارج لا يوجد مطلقا كليا بل لا يوجد الا معينا مختصا وهذه الأسماء إذا سمي الله بها كان مسماها معينا مختصا به فإذا سمي بها العبد كان مسماها مختصا به فوجود الله وحياته لا يشاركه فيها غيره بل وجود هذا الموجود المعين لا يشركه فيه غيره فكيف بوجود الخالق الا ترى انك تقول هذا هو ذاك فالمشار اليه واحد لكن بوجهين مختلفين وبهذا ومثله يتبين لك أن المشبهة أخذوا هذا المعنى وزادوا فيه على الحق فضلوا وأن المعطلة أخذوا نفي المماثلة بوجه من الوجوه وزادوا فيه على الحق حتى ضلوا وأن كتاب الله دل على الحق المحض الذي تعقله العقول السليمة الصحيحة وهو الحق المعتدل الذي لا انحراف فيه فالنفاة أحسنوا في تنزيه الخالق سبحانه عن التشبيه بشئ من خلقه ولكن أساؤوا في نفي المعاني الثابتة لله تعالى في نفس الامر والمشبهة أحسنوا في اثبات الصفات ولكن أساؤوا بزيادة التشبيه وأعلم أن المخاطب لا يفهم المعاني المعبر عنها باللفظ الا أن يعرف عنها أو ما يناسب عينها ويكون بينها قدر مشترك ومشابهة في أصل المعنى والا فلا يمكن تفهيم المخاطبين بدون هذا قط حتى في أول تعليم معاني الكلام بتعليم معاني الالفاظ المفردة مثل تربية الصبي الذي يعلم
(١٠٤)