هود اي يتقدمهم ويستعمل منه الفعل لازما ومتعديا كما يقال أخذت ما قدم وما حدث ويقال هذا قدم هذا وهو يقدمه ومنه سميت القدم قدما لأنها تقدم بقية بدن الانسان واما ادخال القديم في أسماء الله تعالى فهو مشهور عند أكثر أهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب انه إذا كان مستعملا في نفس التقدم فان ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها فلا يكون من الأسماء الحسنى وجاء الشرع باسمه الأول وهو أحسن من القديم لأنه يشعر بأن ما بعده آيل اليه وتابع له بخلاف القديم والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة قوله لا يفني ولا يبيد ش اقرار بدوام بقائه سبحانه وتعالى قال عز من قائل * (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) * الرحمن والفناء والبيد متقاربان في المعنى والجمع بينهما في الذكر للتأكيد وهو أيضا مقرر ومؤكد لقوله دائم بلا انتهاء قوله ولا يكون الا ما يريد ش هذا رد لقول القدرية والمعتزلة فإنهم زعموا ان الله أراد الايمان من الناس كلهم والكافر أراد الكفر وقولهم فاسد مردود لمخالفته الكتاب والسنة والمعقول الصحيح وهي مسالة القدر المشهورة وسيأتي لها زيادة بيان إن شاء الله تعالى وسموا قدرية لانكارهم القدر وكذلك تسمى الجبرية المحتجون بالقدر قدرية أيضا والتسمية على الطائفة الأولى أغلب
(١١٥)