شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٤٢
فهذا عام لا تخصيص فيه بوجه ما ولا يدخل في ذلك صفات الله تعالى فإنها داخلة في مسمى اسمه فالله تعالى هو الإله الموصوف بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وجميع صفاته داخل في مسمى اسمه فهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق ومعلوم قطعا ان الروح ليست هي الله ولا صفة من صفاته وإنما هي من مصنوعاته ومنها قوله تعالى * (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) * وقوله تعالى لزكريا * (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) * والانسان اسم لروحه وجسده والخطاب لزكريا لروحه وبدنه والروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا شان المخلوق المحدث واما احتجاجهم بقوله * (من أمر ربي) * فليس المراد هنا بالامر الطلب بل المراد به المأمور والمصدر يذكر ويراد به اسم المفعول وهذا معلوم مشهور وأما استدلالهم بإضافتها إليه بقوله * (من روحي) * فينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله تعالى نوعان صفات لا تقوم بأنفسها كالعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفات له وكذا وجهه ويده سبحانه والثاني إضافة أعيان منفصلة عنه كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه لكن إضافة تقتضي تخصيصا وتشريفا يتميز به المضاف عن غيره واختلف في الروح هل هي مخلوقة قبل الجسد أم بعده وقد تقدم عند ذكر الميثاق الإشارة إلى ذلك واختلف في الروح ما هي فقيل هي جسم وقيل عرض وقيل لا ندري ما الروح أجوهر أم عرض وقيل ليس الروح شيئا
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»