شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٤٥
الحديث ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه والنفس العين يقال أصابت فلانا نفس أي عين والنفس الذات * (فسلموا على أنفسكم) * * (ولا تقتلوا أنفسكم) * ونحو ذلك وأما الروح فلا يطلق على البدن لا بانفراده ولا مع النفس وتطلق الروح على القرآن وعلى جبرائيل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) * * (نزل به الروح الأمين) * ويطلق الروح على الهواء المتردد في بدن الإنسان أيضا وأما ما يؤيد الله به أولياءه فهي روح أخرى كما قال تعالى * (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) * وكذلك القوى التي في البدن فإنها أيضا تسمى أرواحا فيقال الروح الباصر والروح السامع والروح الشام ويطلق الروح على أخص من هذا كله وهو قوة المعرفة بالله والإنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته ونسبة هذا الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن فالعلم روح والإحسان روح والمحبة روح والتوكل روح والصدق روح والناس متفاوتون في هذه الروح فمن الناس من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيا ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضيا بهميا وقد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاثة أنفس مطمئنة ولوامة وأمارة قالوا وإن منهم من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه هذه كما قال تعالى * (يا أيتها النفس المطمئنة) * * (ولا أقسم بالنفس اللوامة) * * (إن النفس لأمارة بالسوء) * والتحقيق أنها نفس واحدة لها صفات فهي أمارة بالسوء فإذا عارضها الإيمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلوم بين الفعل والترك فإذا قوي
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»