شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٣٧
فإن الرسول بين للناس لفظ القرآن ومعناه كما قال أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرئونا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا معناها وفي ذكر المسح في الرجلين تنبيه على قلة الصب في الرجلين فإن السرف يعتاد فيهما كثيرا والمسألة معروفة والكلام عليها في كتب الفروع قوله والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما ش يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على الرافضة حيث قالوا لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضى من آل محمد وينادي مناد من السماء اتبعوه وبطلان هذا القول أظهر من أن يستدل عليه بدليل وهم شرطوا في الإمام أن يكون معصوما اشتراطا من غير دليل بل في صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قال قلت يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة الا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعته وقد تقدم بعض نظائر هذا الحديث في الإمامة ولم يقل إن الإمام يجب أن يكون معصوما والرافضة أخسر الناس صفقة في هذه المسألة لأنهم جعلوا الإمام المعصوم هو الإمام المعدوم الذي لم ينفعهم في دين ولا دنيا فإنهم يدعون أنه الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري الذي دخل السرادب في
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»