شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٤٤
ففيها بسط الملائكة أيديهم لتناولها ووصفها بالإخراج والخروج والإخبار بعذابها ذلك اليوم والإخبار عن مجيئها إلى ربها وقوله تعالى * (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه) * ففيها الإخبار بتوفي النفس بالليل وبعثها إلى أجسادها بالنهار وتوفي الملائكة لها عند الموت وقوله تعالى * (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) * ففيها وصفها بالرجوع والدخول وقال صلى الله عليه وسلم إن الروح إذا قبض تبعه البصر ففيه وصفه بالقبض وأن البصر يراه وقال صلى الله عليه وسلم في حديث بلال قبض أرواحكم وردها عليكم وقال صلى الله عليه وسلم نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة وسيأتي في الكلام على عذاب القبر أدلة كثيرة من خطاب ملك الموت لها وأنها تخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وأنها تصعد ويوجد منها من المؤمن كأطيب ريح ومن الكافر كأنتن ريح إلى غير ذلك من الصفات وعلى ذلك أجمع السلف ودل العقل وليس مع من خالف سوى الظنون الكاذبة والشبه الفاسدة التي لا يعارض بها ما دل عليه نصوص الوحي والأدلة العقيلة وأما اختلاف الناس في مسمى النفس والروح هل هما متغايران أو مسماهما واحد فالتحقيق أن النفس تطلق على أمور وكذلك الروح فيتحد مدلولها تارة ويختلف تارة فالنفس تطلق على الروح ولكن غالب ما يسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن وأما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها ويطلق على الدم ففي
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»