شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٣٨
زعمهم سنة ستين ومائتين أو قريبا من ذلك بسامرا وقد يقيمون هناك دابة إما بغله وإما فرسا ليركبها إذا خرج ويقيمون هناك في أوقات عينوا فيها من ينادي عليه بالخروج يا مولانا اخرج يا مولانا اخرج ويشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم إلى غير ذلك من الأمور التي يضحك عليهم منها العقلاء وقوله مع أولي الأمر برهم وفاجرهم لأن الحج والجهاد فرضان يتعلقان بالسفر فلا بد من سائس يسوس الناس فيهما ويقاوم العدو وهذا المعنى كما يحصل بالإمام البر يحصل بالإمام الفاجر قوله ونؤمن بالكرام الكاتبين فان الله قد جعلهم علينا حافظين ش قال تعالى * (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) * وقال تعالى * (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) * وقال تعالى * (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) * وقال تعالى * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) * وقال تعالى * (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * وقال تعالى * (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) * وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيصعد اليه الذين كانوا فيكم فيسألهم والله أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وفارقناهم وهم يصلون وفي الحديث الآخر إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع فاستحيوهم واكرموهم
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»