شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٤١
ولا تعارض هذه الآية قوله * (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون) * وقوله تعالى * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) * لأن ملك الموت يتولى قبضها واستخراجها ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب وتولونها بعده كل ذلك بإذن الله وقضائه وقدره وحكمه وأمره فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه وقد اختلف في حقيقة النفس ما هي وهل هي جزء من أجزاء البدن أو عرض من اعراضه أو جسم ساكن له مودع فيه أو جوهر مجرد وهل هي الروح أو غيرها وهل الامارة وهل اللوامة والمطمئنة نفس واحدة أم هي ثلاثة أنفس وهل تموت الروح أو الموت للبدن وحده وهذه المسألة تحتمل مجلدا ولكن أشير إلى الكلام عليها مختصرا إن شاء الله تعالى فقيل الروح قديمة وقد أجمعت الرسل على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة وهذا معلوم بالضرورة من دينهم ان العالم محدث ومضى على هذا الصحابة والتابعون حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة فزعم أنها قديمة واحتج بأنها من أمر الله وأمره غير مخلوق وبأن الله أضافها إليه بقوله * (قل الروح من أمر ربي) * وبقوله * (ونفخت فيه من روحي) * كما أضاف اليه علمه وقدرته وسمعه وبصره ويده وتوقف آخرون واتفق أهل السنة والجماعة أنها مخلوقة وممن نقل الإجماع على ذلك محمد بن نصر المروزي وابن قتيبة وغيرهما ومن الأدلة على أن الروح مخلوقة قوله تعالى * (الله خالق كل شيء) *
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»