وأما الأنبياء والمرسلون فعلينا الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله والإيمان بأن الله تعالى أرسل رسلا سواهم وأنبياء لا يعلم أسماءهم وعددهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم فعلينا الإيمان بهم جملة لأنه لم يأت في عددهم نص وقد قال تعالى * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك) * وقال تعالى * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) * وعلينا الإيمان بأنهم بلغوا جميع ما ارسلوا به على ما امرهم الله به وانهم بينوه بيانا لا يسع أحدا ممن ارسلوا اليه جهله ولا يحل خلافه قال تعالى * (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) * * (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) * * (وإن تطيعوه تهتدوا) * * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * * (وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) * وأما أولو العزم من الرسل فقد قيل فيهم أقوال أحسنها ما نقله البغوي وغيره عن ابن عباس وقتادة انهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم قال وهم المذكورون في قوله تعالى * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) * وفي قوله تعالى * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) * وأما الأيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فتصديقه واتباع ما جاء به من الشرائع إجمالا وتفصيلا
(٣٤٩)