كافر قل أن تقام عليه الحجة التي حكم الرسول بكفر من تركها والله تعالى قد عفا لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان ولهذا ذم السلف أهل الأهواء وذكروا أن آخر امرهم السيف وسيأتي لهذا المعنى زيادة بيان إن شاء الله تعالى عند قول الشيخ ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا وقوله ونشهد أنه كلام رب العالمين قد تقدم الكلام على هذا المعنى عند قوله وان القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا وقوله * (نزل به الروح الأمين) * هو جبرائيل عليه السلام سمي روحا لأنه حامل الوحي الذي به حياة القلوب إلى الرسل من البشر صلوات الله عليهم أجمعين وهو أمين حق امين صلوات الله عليه قال تعالى * (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) * وقال تعالى * (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين) * وهذا وصف جبرائيل بخلاف قوله تعالى * (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر) * الآيات فإن الرسول هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم وقوله فعلمه سيد المرسلين تصريح بتعليم جبرائيل إياه إبطالا لتوهم القرامطة وغيرهم أنه تصوره في نفسه إلهاما وقوله ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين تنبيه على أن من قال بخلق القرآن فقد خالف جماعة المسلمين فإن سلف الأمة كلهم متفقون على أنه كلام الله بالحقيقة غير مخلوق بل قوله ولا نخالف جماعة المسلمين مجرى على إطلاقه أنا لا نخالف جماعة المسلمين في جميع ما اتفقوا عليه فإن خلافهم زيغ وضلال وبدعة
(٣٥٤)