عليه السلام ثبت في حق غيره إذ لم يقل أحد أنهم أفضل من بعض الأنبياء دون بعض أجاب الآخرون بأجوبة أحسنها أو من أحسنها أنه لا نزاع في فضل قوة الملك وقدرته وشدته وعظم خلقه وفي العبودية خضوع وذل وانقياد وعيسى عليه السلام لا يستنكف عنها ولا من هو أقدر منه وأقوى وأعظم خلقا ولا يلزم من مثل هذا التركيب الأفضلية المطلقة من كل وجه ومنه قوله تعالى * (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك) * ومثل هذا يقال بمعنى إني لو قلت ذلك لادعيت فوق منزلتي ولست ممن يدعي ذلك أجاب الآخرون أن الكفار كانوا قد قالوا * (ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) * فأمر أن يقول لهم إني بشر مثلكم أحتاج إلى ما يحتاج اليه البشر من الاكتساب والأكل والشرب لست من الملائكة الذين لم يجعل الله لهم حاجة إلى الطعام والشراب فلا يلزم حينئذ الأفضلية المطلقة ومنه ما روى مسلم بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ومعلوم ان قوة البشر لا تداني قوة الملك ولا تقاربها قال الآخرون الظاهر أن المراد المؤمن من البشر والله أعلم فلا تدخل الملائكة في هذا العموم ومنه ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يروي عن ربه عز وجل قال يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن
(٣٤٧)